في توقيت حرج قبل ساعات من المواجهة المنتظرة بين ريال مدريد وباريس سان جيرمان ضمن نصف نهائي كأس العالم للأندية قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تثبيت العقوبات التأديبية على ثلاثة من لاعبي النادي الملكي ما أثار حالة من القلق داخل أروقة الفريق.
الأسماء المعنية بهذه العقوبات هي كيليان مبابي وأنطونيو روديجر وداني سيبايوس الذين خضعو لتحقيق من قبل الاتحاد الأوروبي بعد أحداث مثيرة للجدل وقعت عقب فوز ريال مدريد على أتلتيكو مدريد في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا
بعد مراجعة الطعون المقدمة من ريال مدريد قررت لجنة الانضباط في اليويفا رفضها والإبقاء على العقوبات الأصلية معتبرة أن التصرفات التي قام بها اللاعبون الثلاثة لا تليق بقيم اللعب النظيف وتستحق الردع.
الغرامات المالية كانت متفاوتة حيث تم تغريم أنطونيو روديجر 40 ألف يورو وكيليان مبابي 30 ألف يورو فيما تلقى داني سيبايوس غرامة بقيمة 20 ألف يورو.
ولم تقف العقوبات عند الجانب المالي فقط بل تم فرض إيقاف مع وقف التنفيذ لمدة عام على اللاعبين الثلاثة وهو ما يعني أن أي تصرف مماثل مستقبلا سيؤدي إلى تطبيق الإيقاف الفعلي.
الأحداث التي أدت إلى هذه العقوبات وقعت مباشرة بعد صافرة نهاية مباراة ديربي مدريد حيث احتفل لاعبو ريال مدريد بشكل استفزازي أمام جماهير أتلتيكو. قام مبابي بإيماءة بذيئة نحو المدرجات وتظاهر روديجر بحركة رمزية اعتبرها البعض عدوانية بينما رد سيبايوس على الصافرات بإشارة غير أخلاقية. إدارة ريال مدريد بررت تصرفات لاعبيها بأنها جاءت كرد فعل على استفزازات جماهير الخصم إلا أن الاتحاد الأوروبي لم يقتنع بهذه الحجة.
الأمر اللافت أن فينيسيوس جونيور الذي أطلق تصريحا ساخرا بعد المباراة قارن فيه بين عدد ألقاب ريال مدريد وأتلتيكو مدريد في دوري الأبطال لم يتعرض لأي عقوبة. لجنة الانضباط رأت أن ما قاله اللاعب يدخل في إطار التصريحات العادية ولم يتجاوز الحدود المقبولة.
إلى جانب هذه العقوبات تلقى ريال مدريد غرامة إضافية قدرها 15 ألف يورو بسبب تصرف عنصري قام به أحد مشجعيه خلال مباراة الفريق أمام أرسنال في ربع النهائي . الكاميرات رصدت قيام المشجع بتحية نازية من المدرجات وهو ما استدعى تدخل الاتحاد الأوروبي ومعاقبة النادي.
هذه الأزمات المتلاحقة تضع ريال مدريد في موقف صعب قبل المباراة المرتقبة أمام باريس سان جيرمان حيث لم تعد الضغوط فقط على أرض الملعب بل امتدت إلى خارج المستطيل الأخضر ما قد يؤثر على تركيز اللاعبين والمدرب في واحدة من أهم مباريات الموسم.
على الجانب الآخر يعيش باريس سان جيرمان أيضا أوقاتا حرجة بعد أن قررت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم إيقاف الثنائي الدفاعي ويليان باتشو ولوكاس هيرنانديز لمدة مباراتين. القرار جاء بعد طرد اللاعبين مباشرة خلال مباراة ربع النهائي أمام بايرن ميونخ بسبب تدخلات عنيفة على لاعبي الفريق الألماني في اللحظات الأخيرة من اللقاء.
غياب هذين اللاعبين يمثل ضربة قوية للفريق الباريسي خصوصا أن المباراة أمام ريال مدريد تتطلب توازنا دفاعيا عاليا. إدارة باريس سان جيرمان أكدت أن لديها نية لتقديم استئناف ضد القرار إلا أن مصادر مقربة من النادي تستبعد أن يتم قبول الطعن في الوقت المناسب.
شبكة GFFN الفرنسية أوضحت أن البطاقتين الحمراوين كانتا نتيجة تدخلات خشنة على ليون غوريتسكا ورافائيل غيريرو ما جعل الحكم يتخذ قرارا مباشرا بإخراجهما من اللقاء. هذا النقص العددي سيضع المدرب لويس إنريكي في موقف صعب عند وضع خطته الدفاعية أمام هجوم ريال مدريد المتنوع.
مباراة نصف النهائي بين ريال مدريد وباريس سان جيرمان تأتي في وقت يشهد توترا واضحا في صفوف الفريقين ، الريال يواجه ضغوطا تأديبية وإعلامية غير مسبوقة من جهة وباريس يدخل اللقاء بتشكيلة منقوصة وقلق من غيابات مؤثرة في خطه الخلفي من جهة أخرى.
الفائز من هذا اللقاء سيضرب موعدا في النهائي مع تشيلسي الإنجليزي الذي انتصر بهدفين لصفر على فلومينينسي البرازيلي، ما يضع المزيد من الأهمية على هذا النصف النهائي الذي يعد بمثابة "نهائي مبكر" للبطولة.
المواجهة المنتظرة بين الناديين ليست فقط صراعا على بطاقة التأهل بل أيضا صراع بين فريقين مليئين بالنجوم وكل منهما يسعى لإنهاء موسمه بلقب عالمي يضاف إلى خزائنه.
تاريخ المواجهات بين ريال مدريد وباريس سان جيرمان في البطولات القارية كان دائما مثيرا وحافلا بالدراما وهذه المرة لا يبدو أن الأمور ستكون مختلفة بل على العكس فالضغوط والعقوبات والخسائر البشرية تضيف بعدا نفسيا إضافيا قد يؤثر في مسار اللقاء.
التحدي الأكبر سيكون على عاتق المدربين اللذين سيتعين عليهما تهيئة اللاعبين نفسيا لتجاوز هذه الظروف والتركيز فقط على حسم المباراة في الملعب فالفوز لن يكون سهلا والخسارة ستكون مؤلمة سواء من جانب العملاق الإسباني أو نظيره الفرنسي .
يبقى السؤال الأهم: من سيكون الطرف الأقوى في مواجهة تتجاوز حدود كرة القدم؟ وهل يتفوق ريال مدريد بخبرته القارية أم ينجح باريس في إثبات نفسه عالميا رغم كل العقبات ؟